بعث النبي لهدم مناة

قال ابن إسحاق: وكانت مناة للأوس والخزرج، ومن دان بدينهم من أهل يثرب، على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد.

قال ابن هشام: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها أبا سفيان بن حرب فهدمها. ويقال: علي بن أبي طالب.

قال الكلبي في كتاب الأصنام: وقد كانت العرب تسمى عبد مناه وزيد مناة وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد بين المدينة ومكة وكانت العرب جميعا تعظمه وتذبح حوله وكانت الأوس والخزرج ومن ينزل المدينة ومكة وما قارب من المواضع يعظمونه ويذبحون له ويهدون له وكان أولاد معد على بقية من دين إسماعيل عليه السلام وكانت ربيعة ومضر على بقية من دينه ولم يكن أحد أشد إعظاما له من الأوس والخزرج وحدثنا رجل من قريش عن أبي عبيدة بن عبد الله بن أبي عبيدة بن عمار ابن ياسر وكان أعلم الناس بالأوس والخزرج قال كانت الأوس والخزرج ومن يأخذ بأخذهم من عرب أهل يثرب وغيرها فكانوا يحجون فيقفون مع الناس المواقف كلها ولا يحلقون رءوسهم، فإذا نفروا أتوه فحلقوا رءوسهم عنده وأقاموا عنده، لا يرون لحجهم تماما إلا بذلك .. ومناة هذه التي ذكرها الله عز وجل فقال {ومناة الثالثة الأخرى}، وكانت لهذيل وخزاعة وكانت قريش وجميع العرب تعظمه، فلم يزل على ذلك حتى خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة سنة ثمان من الهجرة وهو عام فتح الله عليه، فلما سار من المدينة أربع ليال أو خمس ليال بعث عليا إليها فهدمها وأخذ ما كان لها، فأقبل به إلى النبي صلى الله عليه وسلم.