ذكر الكذابين مسيلمة الحنفي والأسود العنسي

قال ابن إسحاق: وقد كان تكلم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذابان، مسيلمة بن حبيب باليمامة في بني حنيفة، والأسود بن كعب العنسي بصنعاء.

قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن عبدالله بن قسيط، عن عطاء بن يسار، أو أخيه سليمان بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال ‏:‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس على منبره، وهو يقول: أيها الناس إني قد رأيت ليلة القدر، ثم أنسيتها، ورأيت في ذراعي سوارين من ذهب، فكرهتهما فنفختهما فطار، فأولتهما هذين الكذابين صاحب اليمن، وصاحب اليمامة.

قال ابن إسحاق: وحدثني من لا أتهم عن أبي هريرة، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالاً، كلهم يدعي النبوة، وقد كان مسيلمة بن حبيب قد كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، سلام عليك، أما بعد فإني قد أشركت في الأمر معك، وإن لنا نصف الأرض، ولقريش نصف الأرض، ولكن قريشاً قوم يعتدون، فقدم عليه رسولان له بهذا الكتاب.

قال ابن إسحاق: فحدثني شيخ من أشجع، عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي، عن أبيه نعيم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهما حين قرأ كتابه: فما تقولان أنتما، قالا: نقول كما قال: فقال: أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما، ثم كتب إلى مسيلمة: بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد رسول الله، إلى مسيلمة الكذاب، السلام على من ابتع الهدى، أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، وذلك في أخر سنة عشر.