رجوع بعض المهاجرين إلى مكة

عن عبدالله بن مسعود قال: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم النجم بمكة، فسجد فيها، وسجد من معه، غير شيخ أخذ كفا من حصى أو تراب، فرفعه إلى جبهته، وقال: يكفيني هذا، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا.

رواه البخاري.

وعن عبد الله بن مسعود قال: أول سورة أنزلت فيها سجدة والنجم، قال: فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد من خلفه إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا، وهو أمية بن خلف

رواه البخاري.

قلت: وإنما سجدوا، لعِظم القرآن وقوّته، في الفصاحة والبلاغة والبيان، فرآهم بعض قريش، فظنهم اسلموا، وذهب في الناس يخبرهم، وظهر في الناس أن قريشا أسلمت، فتناقل الناس هذا الخبر، حتى بلغ من بأرض الحبشة من قريش وحلفائها.

قال ابن إسحاق: وبلغ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين خرجوا إلى أرض الحبشة، إسلام أهل مكة، فأقبلوا لما بلغهم من ذلك، حتى إذا دنوا من مكة، بلغهم أن ما كانوا تحدثوا به من إسلام أهل مكة كان باطلا، فلم يدخل منهم أحد إلا بجوار أو مستخفيا. فكان ممن قدم عليه مكة منهم، فأقام بها حتى هاجر إلى المدينة، فشهد معه بدرا و أحدا، و من حُبس عنه حتى فاته بدر وغيره، ومن مات بمكة منهم من بني عبد شمس بن عبد مناف بن قصي: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، ومعه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وامرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو. ومن حلفائهم: عبدالله بن جحش بن رئاب.ومن بني نوفل بن عبد مناف: عتبة بن غزوان، حليف لهم، من قيس ابن عيلان. ومن بني أسد بن عبدالعزى بن قصي: الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد. ومن بني عبدالدار بن قصي: مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف، بن عبدالدار. وسُويـبط بن سعد بن حرملة.‏ ومن بني عبد بن قصي: طُليب بن عمير بن وهب بن عبد. ومن بني زهرة بن كلاب: عبدالرحمن بن عوف بن عبدعوف بن عبد ابن الحارث بن زهرة، والمقداد بن عمرو، حليف لهم، وعبدالله بن مسعود، حليف لهم. ومن بني مخزوم بن يقظة: أبو سلمة بن عبدالأسد بن هلال بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم، معه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة، وشماس بن عثمان بن الشريد بن سويد بن هرمي بن عامر بن مخزوم. وسلمة بن هشام بن المغيرة، حبسه عمه بمكة، فلم يقدم إلا بعد بدر وأحد والخندق، وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة، هاجر معه إلى المدينة، ولحق به أخواه لأمه: أبو جهل بن هشام، والحارث بن هشام، فرجعا به إلى مكة فحبساه بها حتى مضى بدر وأحد والخندق. ومن حلفائهم: عمار بن ياسر، يُشك فيه، أكان خرج إلى الحبشة أم لا؟ ومعتب بن عوف بن عامر من خزاعة. ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب: عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. وابنه السائب بن عثمان، وقدامة بن مظعون، وعبدالله بن مظعون. ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب: خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي، وهشام بن العاص بن وائل، حبس بمكة بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حتى قدم بعد بدر وأحد والخندق. ومن بني عدي بن كعب: عامر بن ربيعة، حليف لهم، معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة بن حذافة بن غانم. ومن بني عامر بن لؤي: عبدالله بن مخرمة بن عبدالعزى بن أبي قيس: وعبدالله بن سهيل بن عمرو، وكان حبس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة، حتى كان يوم بدر، فانحاز من المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد معه بدرا، وأبو سبرة بن أبي رهم بن عبدالعزى، معه امرأته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو، والسكران بن عمرو بن عبد شمس، معه امرأته سودة بنت زمعة بن قيس، مات بمكة قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأته سودة بنت زمعة. ومن حلفائهم: سعد بن خولة. ومن بني الحارث بن فهر: أبو عبيدة بن الجراح، وهو عامر بن عبدالله ابن الجراح، وعمرو بن الحارث بن زهير بن أبي شداد، وسهيل بن بيضاء، وهو سهيل بن وهب بن ربيعة بن هلال، وعمرو بن أبي سرح بن ربيعة بن هلال.فجميع من قدم عليه مكة من أصحابه من أرض الحبشة ثلاثة وثلاثون رجلا.