عن أبي هريرة، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، وقدمت المدينة مهاجرا، فصليت الصبح خلف سباع بن عرفطة، كان استخلفه، فقرأ في السجدة الأولى: بسورة مريم، وفي الآخرة: ويل للمطففين، فقلت: ويلٌ لأبي، قَلَّ رجل كان بأرض الأزد إلا وكان له مكيالان، مكيال لنفسه، وآخر يبخس به الناس.
رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى، والبخاري في التاريخ الصغير.
وعن أبي هريرة أنه أتى رسول الله ﷺ وسأله - يعني أن يقسم له - فقال بعض بني سعيد بن العاص: لا تعطه. فقال أبو هريرة: هذا قاتل ابن قوقل. فقال: واعجبا لوبر تدلى من قدوم الضال.
رواه البخاري.
وعن أبي هريرة قال: بعث رسول الله ﷺ أبانا على سرية من المدينة قبل نجد. قال أبو هريرة: فقدم أبان وأصحابه على النبي ﷺ بخيبر بعد ما افتتحها، وإن حزم خيلهم لليف. قال أبو هريرة: فقلت يا رسول الله لا تقسم لهم، فقال أبان: وأنت بهذا يا وبر تحدر من رأس ضال. وقال النبي ﷺ: يا أبان اجلس. ولم يقسم لهم.
رواه البخاري.
وعن عمرو بن يحيى بن سعيد، أخبرني جدي وهو سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، أن أبان بن سعيد أقبل إلى النبي ﷺ فسلم عليه، فقال أبو هريرة: يا رسول الله هذا قاتل ابن قوقل، فقال أبان لأبي هريرة: واعجبا لك يا وبر تردى من قدوم ضال، تنعي على امرء أكرمه الله بيدي، ومنعه أن يهينني بيده؟
رواه البخاري.
وعن أبي هريرة، وأنه قدم على رسول الله ﷺ بعد ما افتتح خيبر، فكلم المسلمين فأشركونا في أسهامهم.
وعن أبي هريرة قال: افتتحنا خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة، إنما غنمنا الإبل والبقر، والمتاع والحوائط. ثم انصرفنا مع رسول الله ﷺ إلى وادي القرى، ومعه عبد له يقال له: مدعم أهداه له بعض بني الضبيب، فبينما هو يحط رحل رسول الله ﷺ، إذ جاءه سهم عاثر حتى أصاب ذلك العبد، فقال الناس: هنيئا له بالشهادة. فقال رسول الله ﷺ: كلا والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أصابها يوم خيبر لم تصبها المقاسم، لتشتعل عليه نارا. فجاء رجل حين سمع ذلك من رسول الله ﷺ بشراك أو شراكين، فقال: هذا شيء كنت أصبته، فقال رسول الله ﷺ: شراك أو شراكين من نار.
قلت: وقوله: "افتتحنا خيبر" .. الحديث. ليس معناه أنه كان مع من قاتل وافتتحها، لأنه قد تقدّم أنه جاء إلى خيبر بعد أن افتتحها النبي، فبما أنه مسلم، ومن افتتح خيبر هم المسلمون، شمل نفسه معهم، وهذا من عادة العرب في الإخبار.