زواج النبي (ص) بزينب بنت خزيمة

 قال ابن إسحاق: وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة، وكانت تسمى أم المساكين، لرحمتها إياهم، ورقتها عليهم، زوجه إياها قبيصة بن عمرو الهلالي، وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مائة درهم، وكانت قبله عند عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف، وكانت قبل عبيدة عند جهم بن عمرو بن الحارث، وهو ابن عمها.

قال الطبري: وفي هذه السنه تزوج رسول الله ص زينب بنت خزيمة أم المساكين من بني هلال في شهر رمضان، ودخل بها فيه، وكان أصدقها اثنتي عشرة أوقية ونشا، وكانت قبله عند الطفيل بن الحارث، فطلقها.

قال أبو عمر بن عبد البر: زينب بنت خزيمة، أم المساكين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة العامرية، لم يختلفوا في نسبها، كانت تدعى أم المساكين في الجاهلية، وكانت تحت عبد الله بن جحش، قتل عنها يوم أحد، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث، ولم تلبث عنده إلا يسيرا، شهرين أو ثلاثة، وتوفيت في حياته. وقال قتادة: كانت زينب بنت خزيمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند الطفيل بن الحارث. والقول الأول قول ابن شهاب. وقال أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني النسابة: كانت زينب بنت خزيمة عند الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، ثم خلف عليها أخوه عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف. قال: وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة لأمها، ولم أر ذلك لغيره، والله أعلم.

قلت: يظهر من الأخبار، أن زينب كانت عند جهم بن عمرو أو الطفيل بن الحارث، أيهما كانت عند الأول منهما فقد خلف عليها الأخر، ففارقها بموت أو طلاق، فتزوجها عبيدة بن الحارث، أخي الطفيل، فقتل عنها يوم بدر، فتزوجها عبدالله بن جحش، فقتل عنها يوم أحد، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم.